وريقاتي

Powered By Blogger

8 يناير 2013

حوار مع الخلايا (السوداء) !


بسم الله لرحمن الرحيم

أخذت كوب الشاي البني, ذا الدوائر الجميلة، واضعًا فيه كيسًا صغيرًا لورق الشاي الأحمر. وضعت مفتاحي في جيبي الأيمن، واضعًا السماعة الجديدة في أذنيّ؛ كأني أحادث أحدهم على الهاتف, ولا أحد هناك أصلًا, هربًا من أي سؤال عن مقصدي، وإذا كنت أحتاج رفقة!
هي من استفزتني، لست أنا، بدأت –ربما بمساعدة عزازيل- تعيد ذكريات الأهل والوطن البعيدين عني!
وكأنهما اتفقا عليّ؛ فعزازيل الآن يتكلم !!
......
- ماذا جنيت من الغربة ؟
- ألم أقل لك سلفًا ألا تتكلم يا سافل ؟!
- هونك هونك، فأنا ذاهب على كل حال.
......
وذهب ، لكن بعد ماذا ؟!
لقد نجح، بمشاركة وتآمر مع الخلايا (السوداء)، بأن ينكأ قرح الفؤاد فأوجع!
بدأت أرتشف الشاي بينما تستمر الخلايا اللعينة بمزيد من النكء.
أخذتُ نفسًا عميقًا؛ محاولًا استعادة الثقة، ومغالبة هذا الهاجس – هاجس عزازيل اللعين !

بدأت أفكر بطريقة فلسفية !
- يا ترى، ما الذي يجعلنا نحنّ لتلك الديار، وما هي إلا دورٌ يسكنها ناس ؟!!
وما كنت أعلم بعد بخيانة الخلايا المقيتة لي !
...........
- أتحاول استخدام طريقة علمية في أمر إنساني ؟!
- اخسأ، فلن تعدو قدرك!
....................
ممم
ماذا لو فكرنا في الذاكرة قليلًا؛ لأنها هي المسؤول الأول عن نكء قرح الفؤاد.
ولكن، ما الذي تريده ؟!
أريد أن أقول أنه لولا هذه الخلايا المقيتة لما اشتقنا لوطن ولا أهل!
..........
- اتق الله؛ فللأهل عليك حق.
- كم مرة يجب علي أن أطردك ؟!
.........
مزيد توضيح..،
خلصتُ بعد انتهائي من شرب كوب الشاي الأحمر إلى أنه ...!
الذكريات وحدها التي تجعلنا نظن ظنًا أن هواء الوطن مختلف، وأن أجواءها مختلفة !
تقولون لي: ألا تحن لوالديك ؟!
أقول: ومن يستطيع مسح تلك الخلايا المقيتة ؟!
هي وحدها تذكرنا بمواقفنا معهم، فنظل حَبِيْسِيْ الماضي ما حيينا، إنها توقفنا عن العمل والإبداع... إنها تقتلنا من حيث لا نشعر !
ليس للدم أي علاقة بالحنين؛ وإلا فلن يحن من تربى بعيدًا عن والديه إلى والده دونما ذكريات !
ولن يحن أحد إلى حارته إذا لم تكن له فيها ذكريات ومواقف !
...........

يبدو أنني لا أريد أن أحن !!
ربما ، من يدري ؟!