وريقاتي

Powered By Blogger

20 مايو 2014

قِطَّةٌ.. ولكنْ!

هناك خطبٌ ما يعتري جامعة السلطان قابوس منذ فترة؛ سواءٌ على المستوى الأكاديمي المتمثل في سلسلة الاستقالات التي لم أعِ بدايتها ولا أستشرف نهايةً لها، وسواء فيما يخصّ الطلاب، وأعني هنا هشاشة المساحة المعطاة للطالب كي يبدع فيها ويصقل مهاراته المختلفة 'النشاط الطلابي وخدمة المجتمع'.

إن النظرَ إلى موضوع استقالات الأكاديميين من منظور شخصي من شأنه أن يموّه المشهد أمامنا؛ فكلّ إنسانٍ له مشروعية أنْ يخرج من بوتقة المؤسساتية ليكمل مسيرة البحث عن ذاته بنفسه. ولكن الأمر الذي يجب الوقوف عنده، وطرح التساؤلات تلو التساؤلات حوله هو تلك الظاهرة التي تصاحب خبر الاستقالة، والتي أذكتها وسائل التواصل الاجتماعية، أعني بذلك كمية الفخر بالخروج من المؤسسة الحكومية، والتحرر من قيودها، و'الانعتاق من عبوديتها'، كما عبّر عن ذلك أحد المستقيلين. يا ترى ما الأمر الذي يجعل هؤلاء الأكاديميين، ذوي الانتاجات العلمية، 'يجحدون' الفضلَ -إنْ وُجْد تفضّلٌ!- على تلك المؤسسة؟! بل لمَ ينشرون هذا السخط على صفحاتهم؟! لا بُدَّ أنهم يريدون إيصال رسالة ما لأحدهم، وأظنّ مفادها يكذب المثل 'قديم صوف الإدارة، ولا جديد البريسم'!

لا أريد أن أصف المشهد الخاص بالأنشطة الطلابية بأنه 'متخبّط'، إلا أنه -فعلًا- لا يقف على أرض صلبة. وأصل هذه الهشاشة غياب اللائحة التنظيمية للأنشطة الطلابية، فترى الطالب يجتهد في خدمة المجتمع الجامعيّ ضمنَ ما يراه مختصًا به، وهو بذلك يرفع اسم جامعة السلطان قابوس في شتى وسائل التواصل الاجتماعية، إلا أنه يصطدم، كثيرًا، بعوائق ساذجة،ومسؤولين غير مسؤولين، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يبقى الطالب 'كأنّ الريحَ تحتَه' حتى انتهاء أمسيته أو معرضه؛ لأنه مُبرمَج على إمكانية أن يصله هاتف بإلغاء الفعالية من قِبَلِ مَنْ وافق عليها سلفًا! 

أقول إن الجامعة يجب أن تكون أَحَنَّ على أبنائها كي لا يهجروها؛ فهؤلاء الأكاديميين، بأبحاثهم وأرواقهم العلمية، يرفعون من مكانة الجامعة علميًّا، وأولئك الطلاب، بأنشطتهم، يجعلون للجامعة صيتًا إعلاميًا.