وريقاتي

Powered By Blogger

25 مارس 2014

رُحْماك يا "ميترا"!

رُحْماك يا "ميترا"!

تنبيه!

هذه السطور التالية، عُثر عليها مرمية في ضاحية من ضواحي حي الخوض التجاري، تحديدًا، في الجانب الغربي للسوق، على بعد 100 متر من دوار 'بلقيس'. مكتوبةً بخط رديء، بالكاد تُقرأ، أحجام الحروف غير متساوية، ولم يُلتزم فيها بمذهب واحد في الإملاء؛ مما أجهد ناقلَ هذه السطور؛ بحثًا، وتقصيًّا لكل المذاهب الإملائية في سبيل فكّ هذه الطلاسم. وها هي هذه السطور ترى النور، بعد ولادة من كلا الخاصرتين، كادت أن تفشل، ألتمس فيها وجه الرب؛ علَّني أحظى بقبسٍ من نور وجهه الكريم، وحوريةً، ومكتبةً. (ولكن عليّ الاختيار بين هذه الأمور!)
 __________________
النص:

[البداية غير واضحة بسبب اضطراب الخط؛ وأظنها: رقية شرعية]

أحس بذراعي، جذعي سليم، كل عضو عاد إلى مكانه الطبيعي؛ يداي، أصابعي، صدري، رئتاي أحس بهما تمتلآن هواءً، وتزفرانه، عيناي سليمتان من كل عيب، أنفي غير مجدوع، أسناني كما كانتا قبل يومين،حتى لحيتي، لم يتغير بها شيء سوى غرق تحديدها في بحر الشعيرات.

الحمد لله الذي لا يُحمَد على مكروه سواه [بقية السطر غير واضحة]
 كان المطر يهطل مِدرارًا، وكنتُ أرقص فرحانًا، لكني لم أكن أقدر على الحِراك هذه المرة. أرقص، ولكن لا أستطيع هزّ وسطي، ولا حتى [كلمة غير واضحة]، كنت أغنّي 'زِيْد زِيْد يا مطر... الله يخليك يا مطر'، ولكن هذا المرة كانت الكلمات تصطدم، ولا تخرج!

بدأتُ أُخفض صوتي، قليلًا، قليلًا. حتى أوقفتُ الرقص. ولا زال المطر يهطل. ألتفتُ يمينًا، أجد رأسي لا يميل يمينًا، ولا حتى شِمالًا، كأنني [مجموعة كلمات غير مقروءة؛ وأظنها: راقصة على مسرح مرقص مترددة في اختيار صائدها!] أشعر بالناس حولي، يفرحون، ويغنون، ويترنمون بالأشعار، أكلمهم ولا يردون عليّ، بل ولا يلتفون حتى. أحسستُ كأني شمعدان في مسجد!

أخيرًا، اقترب مني شاب، بدا لي ضخمًا، ولَكأنه من قوم النبي أيوب الصابر. ولما دنا شُبِّه لي بأحد الأصدقاء، لكنني لم أستطع تمييزه، إلا أنني تأكدتُ من شخصيته عندما سمعته يغني أغنية حسين الجسمي 'وانْ هويتونا.. هويناااكم'، وكذلك من بياض ساقه. فرحتُ لوهلةٍ، ورحت أناديه "العيسائي، العيسائي.. أنا أبو داوود!"، ولَكَأنَّ الصوت يتردد فيّ ولا ينفذ إليه. تلفَّتَ يمنةً، وأخرى يسرةً، فعادوتني الفرحة بأنه سمعني، فعدتُ إلى صراخي الذي كاد يمزق أحبالي الصوتية. وبحركة سريعة ومتقنة، رفع ثوبه و[هنا تغيّر الخط حتى بدا لي هيروغليفيًّا؛ وأظن التكلمة: تبوّل!]

انزعجتُ كثيرًا من عدم مبالاته بي، وعدم رده لندائي له، ثم بفعلته التي تنمّ عن شخصية سيئة، وحقيرة، [أيضًا الخط سيئ؛ وأظن المكتوب مجموعة لعنات].

 لم يكتفِ بذلك، وكأنّ عَمادة القبول عمدتْ إليه مهمة إذلالي، فتناولني بيده النتنة؛ متجاهلًا نداءاتي اليائسة، وبكاءاتي النزقة و[خط مضطرب لا يكاد يُقرأ؛ وأظن المكتوب: استجمر بي ورماني]

[وسطر آخر غير مقروء، لعل فيه سِبابًا ولعناتٍ؛ بسبب تكرر لفظة 'الله' و'لعن']

 فاضطررتُ إلى الانتظار حولًا كاملًا، حتى أتمكن من التطهر من أدراني، البدنية، والروحية. عليه من الرب ما يستحق!

وبعد عام، فيه من الأحداث ما لا تقدر أصابعي على خَطِّها، نزل الغيث، يغيثني مما أنا عليه.


يتبع...!