وريقاتي

Powered By Blogger

9 فبراير 2015

حكاية فكرة..!


السماءُ،
ذات مساءٍ،
 قرب كهف صغير،
فتنتْ بشريًّا
ففُتن بها
الشعور ذاته تمامًا،
 عندما قابل أنثى أول مرة
رأى غيومَها السوداء فهابَها 
وسمع رعودها فغشيتْه 
ورأى بروقها فأذْهلتْه 
رأى نجومَها تبرق وقمرها يشعّ
 وأحسّ بهيبة صمتها 
بعد تكرر 'ذات مساء' تلك لتصبح ذوات مساء 
قرر أنّ هذا السقف أجمل من تلك 'المرأة'
***
قرر أنْ يرفع الكلفة مع السماء 
أراد أن يتقرب منها أكثر 
أن يتعرف إليها وتتعرف إليه
شيءٌ ما يجعله متشوّقًا لذلك 
أحس بانتمائه لها 
صعد الجبل 
تعثّر بحجارته 
وهو لا يزال متشوّقًا للسماء 
تعثّر.. 
رفع بصره 
تلألأ نجم من جهة الكهف 
تعثّر مجددًا.. وتلألأ النجم ذاته مجددًا! 
اها، "السماء لها شروطها قبل اللقاء إذن" 
وقف على حافّة الجبل 
حاول لمس السماء 
أراد تلمّسَها 
فشل! 
اللعنة! 
لقد أصبح الجبل أصغر مما كان يبدو 
يداه لا تصلان إلى السماء! 
عاد إلى الكهف ساخطًا 
أغمض عينيه فرأى في منامه السماء! 
رأى عوالم 'مختلفة' 
مختبئة هناك 
أحس بها وبوجودها 
وعندما استيقظ أراد رسْمها 
بدأ برسم مجلسَ نوّاب
 وبالطبع، رئيسًا له 
رئيسًا ثابتًا 
متعاليًا على صناديق الاقتراع 
ولا يخضع للزمن. 
نوّاب المجلس متخصصون جدًّا! 
نائبٌ عن البرق 
وثانٍ عن الرعد
 وثالثٌ عن المطر 
كان النوّاب كثيرين 
أعجب به 
ومن شِدّة إعجابه بالمجلس أراد أنْ ينضمّ له 
أراد أن يصبح عضوًا فيه
 ***
 نبّهه عقله إلى حقيقةٍ كادت تفسد عليه ليلته
 أنه 'فانٍ'! 
وأنّ أبعد نقطة قد يصل إليها هي التي ينتهي عندها مد بصره 
فما الحلُّ؟ 
أصبح لا يستطيع التخلّي عن 'حلمه' 
مرحى!
 لقد وجدَها.. 
هؤلاء النوّاب المتخصصون عليهم مهمة النزول إليه كل ليلة ليُوصِلوا صوتَه للمجلس 
صوتَه الذي يتدخل في كل أمر
 ***
 أصبح يقرر شنَّ الحروب على العوالم 'المختلفة' 
ويأخذ قرار إيقافها 
يخترع الأسباب لخلق المشاكل ويصدقها!
 *** 
ها قد أصبح نائب رئيس المجلس والمتحدث الرسمي له 
وبِهِ! 
*** 
وذات ضُحًى أخبر أباه بأمْر المجلس!
 قرّعَه أبوه على عدم شحذ حجر إشعال النار 
ولامَهُ على استغراقه في السهر 
شتَمه على عدم اكتراثه بالمجلس 
كيف له ألّا يهتم لأمر المجلس؟! 
أليسَ المجلس، بتوجيهاته الأمينة، 
قد أعطى أباه كلَّ هذا الحجر؟! 
إنه لَجاحدٌ 
إنّه لا يكترث للمجلس!
 رغم إخباره بأنّ النجوم تحادثه! 
لا بُدَّ أنْ يصدر المجلس قرارًا بشأنه!
 لا بُدَّ من إرسال نائب إليه كي يصدّق
 ***
 المفاجأة لم تكن في الحسبان 
رفض المجلس اقتراحه هذه المرة 
ولم يُعِر الأمرَ أهميّة! 
*** 
صبّ جامّ غضبه على أبيه ورماه بالحجر 
ذلك الحجر الذي شحذه جيّدًا كما علمه أبوه الشحذ!