وريقاتي

Powered By Blogger

1 فبراير 2015

"أرَق"

بدأ الأرق يلاعب الإنسان منذ بدأ هذا الأخير بالتعرف على الرموز
منذ علمه الله الأسماء كلها
منذ أنْ سمّى هذا الامتداد الأزرق "سماء"
منذ أنْ سمّى هذا الامتداد الأزرق الآخر "بحر"
وليت الأمر توقف عند هذا الحد

إذ بدأت تتعقد مشكلته مع الأرق منذ أن سمّى عدم أعجابه بحالةٍ ما "حزن"
منذ أنْ تجرّأ على تسمية انجذابه لبعضه البعض، وانشغال باله به، سمّاه "الحب"

هنا استقوى الأرق!
وبدأ يشككه في رموزه تلك (الحب، الوفاء، الحزن، الإخلاص،..)

ولأنّ الأرق قد استقوى، فلم يملك الإنسان سوى أن يبرر نفسه
فطفق يقدم تعريفات مختلفة، ومتباينة للحب والوفاء والحزن والإخلاص!
ويصدق نفسه في تخبطه ذاك
ويبرر هذا التخبط أيضا
كأن مهمته التي استخلفه الله من أجلها على هذه الأرض أنْ يبرر نفسه!
بينما هو ليس متأكدا من أي شيء حوله

لكنني متأكدٌ من أمر واحد
أننا نعيش رغم أنف الأرق
بدليل أنني عندما عدت للسيارة، وفتحت الراديو سمعت إذاعة هندية تغني، قلّبت القنوات لأستمع إلى ميحد حمد.