وريقاتي

Powered By Blogger

15 أكتوبر 2016

رسائلُ اعتراضية إلى "جاهليّ" قبل الجاهلية

"لعمرك ما ضاقت بلادٌ بأهلها، ولكن أخلاق الرجال تضيق"


  • عذرًا يا عمرو بن الأهتم، كيف لك أن تقول ذلك؛ فإن بلادنا (الإضافة هنا مجازية فحسب) تضيق بأخلاق الرجال، أولئك الذين يحرّكون فيه ماءه الآسن، ويحبونه حقًّا، تضيق بهم فترسلهم إلى الزنازين.


  • بلادنا (وهنا أيضا الإضافة مجازية) تضيق بأولئك الذين يعون أن الحب الحق للوطن أنْ تعمل لأجله: فكرًا، وثقافةً، وإنسانًا، قبل أن تخلط الإسمنت بالحديد.


  • هذه البلاد، يا عمرو، تعلم أنها خداج، وتعترف بذلك، لكنها لا تريد الانعتاق من هذا الطور. والأدهى من ذلك، أنها لا تسمح لأحد بأن يفطمها من ثدي أمها.


  • تلك بلادٌ لا تعيش ظَرفها في التاريخ. إنها تذهب بهذا الظرف إلى الزنازين، فمن أراد أن يعيش الظرف التاريخي فعليه أن يأخذه من هناك. يضمنون لك الدخول إليه، لكن ليس الخروج.


  • بلادٌ ترى مواطنيها "أبناء" "أعِزّا"، لكنها تراهم أيضا قاصرين عن كل شيء.


  • هناك بلادٌ تُحيل السُّرّاق إلى التقاعد، والحُرّاس إلى الزنازين.


  • هنالك سجنٌ يتقمّص بلادًا، وسجّانًا بعمامة.


أعرف بلادا بهذه الصفات التي ما كانت لتوجد في الجاهلية. أرجو أن تصدقني. لكننا حقًا جئنا بعدكم بأربعة عشر قرنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق